الاربعاء 20 نوفمبر 2024 2:40:21
نشعر أحيانا بآلام في أجسمنا، ووخز مستمر لا نعلم أسبابه، وأثبتت العديد من الأبحاث العلمية أن للأمراض النفسية علاقة وطيدة بالشعور بآلام جسدية، وليس فقط الإصابة بأمراض عضوية.
أمراض ذات منشأ نفسي
وأكد الدكتور محمد القاضي، استشاري العلاج النفسي، أن الأمراض النفسية التي تسبب الشعور بالوخز في أنحاء الجسم تندرج تحت مسمى الأمراض العضوية ذات المنشأ النفسي، فكل ما يؤثر في الأمراض النفسية يؤثر في العضوية والعكس، لأنه جهاز عصبي واحد.
الاكتئاب والقلق
وتابع: وبالتالي لدينا العديد من الأمراض مثل الصداع، الدوار، عدم انتظام ضربات القلب، القولون العصبي، الرعشة، سرعة ضربات القلب، التهاب الأعصاب الطرفية، والتهاب المعدة جميعها أمراض عضوية ذات منشأ نفسي، كما أن الأمراض النفسية قد تكون سبب في الشعور بالوخز والعكس صحيح.
ومن أعراض الاكتئاب والقلق ونوبات الهلع الشديدة؛ الشعور بالوخز والتنميل وآلام في أنحاء الجسم، وقد تسبب آلام في المفاصل، هذا ما أكده د. القاضي، كما أن الإصابة المزمنة بآلام المفاصل قد تسبب الاكتئاب والقلق وغيرها من الأمراض النفسية.
وجهان لعملة واحدة
وتشير الأبحاث إلى أن الأمراض النفسية والعضوية وجهان لعملة واحدة، أيهما السبب وأيهما النتيجة لا يمكن تحديد ذلك، لكننا نتعامل معها على أنها أمراض عضوية ذات منشأ نفسي، وأكد د. محمد القاضي أن التوتر والضغوط النفسية تؤدي إلى وخز وتنميل وآلام في الجسم بشكل عام، فالاكتئاب رغم أن اعراضه مزاجيه إلا أنه يتزامن معه بعض الأعراض العضوية السالفة الذكر.
والضغوط النفسية تؤدي إلى الشعور بالوخز والألم، وإدراك هذا الشعور يؤدي إلى عدم تحمله، وأكد د. القاضي أن الشعور بالوخز هو اضطراب نفسي يوجب المريض على التوجه إلى الطبيب المختص وتلقي العلاج المناسب، والتي تشمل أدوية مضادة للألم لتقلل درجة الشعور به، حتى يتسنى للمريض علاج المسبب الرئيسي من ضغوط أو قلق أو نوبات الهلع، بالأدوية المضادة للاكتئاب مع جلسات العلاج النفسي الإرشادي.
نقص في الفيتامينات
وتشير الدكتورة بسمة محمود، أستاذ الطب النفسي، إلى إن الشعور بالوخز في الجسم هو عرض مزعج؛ يمكن أن ينتج عن مجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك الأسباب الجسدية والنفسية، بينما غالبًا ما ترتبط هذه الأحاسيس بمشاكل عصبية أو نقص في الفيتامينات، إلا أن هناك أدلة متزايدة على أن الحالات النفسية قد تلعب دورًا أيضا في ظهور هذه الأعراض.
ويمكن أن يؤدي القلق المزمن والتوتر إلى زيادة التوتر العضلي وتغيير تدفق الدم، مما يسبب الشعور بالوخز والتنميل، كما يرتبط القلق بمجموعة واسعة من الأعراض الجسدية، بما في ذلك آلام الأعصاب والشعور بالوخز، ونوبات الهلع الشديدة يمكن أن تسبب مجموعة متنوعة من الأعراض الجسدية، بما في ذلك الوخز والخدر، كما أن اضطرابات القلق العام تتسبب في حدوث توتر مستمر وغير مبرر، مما قد يؤدي إلى هذه الأعراض جسدية.
الوساوس وفقدان الشهية
وتابعت: وقد يؤدي القلق المرتبط باضطراب الوسواس إلى توتر عضلي، مما يساهم في الشعور بالوخز، كما يعاني الأشخاص المصابون باضطراب ما بعد الصدمة من أعراض جسدية متنوعة، بما في ذلك الوخز، وقد تؤدي اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي إلى نقص في الفيتامينات والمعادن، مما يساهم في الشعور بالوخز.
فحص شامل
وأوصت د. بسمة بأنه بمجرد الشعور بالوخز بشكل متكرر أو مزمن، من الضروري استشارة الطبيب لتشخيص السبب الأساسي وعلاج الحالة بشكل مناسب، حيث سيقوم الطبيب بإجراء فحص بدني شامل وطلب بعض الفحوصات لتحديد ما إذا كان هناك سبب عضوي للشعور بالوخز، أم أنه سبب نفسي، وإذا كانت الحالة النفسية هي السبب، فقد يوصي الطبيب بالعلاج النفسي أو الدوائي أو كليهما.
